بدأت قوافل الحجاج تعود إلى الأوطان بعد أداء مناسك الحج، البعض منهم عاد بذنب مغفور والبعض الآخر يحس بالتقصير وندعو الله للجميع أن يتقبل منهم ومنا جميعًا صالح الأعمال.
لكن يبقى دائما التساؤل عن كيفية المحافظة على الطاعة والثبات عليها، إذ إن أداء فريضة الحج يكلف الكثير من الجهد والمال والوقت وترك الأهل والمصالح، وذلك ابتغاء رضوان الله فى تحقيق ركن من الأركان التى فرضها علينا، فكل من ذهب إلى بيت الله الحرام وأدى فريضة الحج يأمل أن يحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وكل منا يتمنى أن تصبح عبادته لله سلوكا وطبيعة، وليست رياء ولا مواربة أو سمعة.
لا شك أن وجود الإنسان فى بيئة طيبة وصالحة، تتوافر فيها العوامل المساعدة للالتزام والاستقامة، فلا شك أن الصحبة الصالحة والبيئة الطيبة وأن أعمال الإيمان كل ذلك يؤدى إلى ثبات العبد على التوبة وعلى طاعته لله تعالى، بل والثبات على الإيمان. ولكى نستمر فى الثبات على العبادة لابد من أداء الصلاة باستمرار، طبقًا لقوله تعالى: «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر»، فالمواظبة على الصلاة من عوامل البعد عن المعاصى.
كما يجب المحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على ورد من القرآن الكريم يوميًا، لأن القرآن نور وشفاء، فبقراءة القرآن يستقيم الإنسان على منهج الله وتصلح حياته، أيضا الدعاء والتضرع إلى الله، إضافة إلى الصحبة الصالحة التى تحثك دائما على فعل الخير وتبعدك عن المعاصى، والالتزام بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقى"، لأن المرء على دين خليله، والطيور على أشكالها تقع، وفى النهاية يجب التذكير بأن طاعة الله تتلخص فى فعل كل ما أمر به الله ونبيه الكريم، والابتعاد عن كل ما نهى عنه فى الكتاب والسنة، وأن نعمل ونستعد لآخرتنا من الآن، فالعاقل يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدًا.
الكاتب: أحمد مصطفى الغـر
المصدر: موقع اليوم السابع